«حاشد».. كمخرز في أعين الفاسدين!!
يمنات
فؤاد النهاري
«إذا كان بيت الله يوطل.. فأين الكنان؟!».. تذكرت هذا المثل وأنا أقرأ للنائب أحمد سيف حاشد، واقعة طرده اليوم من قاعة مجلس النواب- صنعاء، من قبل هيئة رئاسة المجلس!
وبحسب ما نشره حاشد في صفحته على الفيسبوك، قال أنه طلب من نائب رئيس مجلس نواب صنعاء «عبد السلام هشول» الحسابات الختامية للمجلس. لكن إجابة النائب هشول كانت صادمة.. رد على حاشد بالقول: «سوف أكسر رأسك»، وهو ردا لا يظهر عليه أي لياقة أو احترام لموقعه ولا لزميله في المجلس، يعكس النظرة الإستعلائية المغرورة التي تتلبس الجماعات التي تحكم في اليمن.
لا أعلم سبباً وجيهاً يدفع هيئة رئاسة مجلس النواب، لإخفاء الحسابات الختامية للمجلس، واعتبارها سراً لا يجوز الإطلاع عليه حتى لأعضاء المجلس.. خاصة أن المجلس هو الجهة الرقابية والتشريعية في الجمهورية الذي يعول عليه العمل على تفعيل مبدأ الرقابة والشفافية، وأن يكون القدوة لبقية مؤسسات الدولة في إتاحة كل تقاريره المالية وحساباته الختامية لكافة المواطنين من خلال نشرها على موقع المجلس في شبكة الانترنت.
إن تصرف هيئة رئاسة مجلس النواب، المخالف لكل اللوائح والأنظمة والقوانين التي أقرها المجلس ذاته، يتسبب في فقدان ثقة الشعب بمؤسسات الدولة، خاصة وأن هذه التصرفات الرعناء تاتي من «بيت الله!!» مباشرة، المعول عليه حماية القوانين ووقف أي إجراءات غير قانونية قد تمارسها أي جهة من الجهات الحكومية. وهو الأمر الذي يدعو إلى تذكير المجلس الموقر أن قانون حق الحصول على المعلومات قد كفل للمواطن العادي الحصول على المعلومات التي يرغب في الحصول عليها من أي مؤسسة رسمية، فكيف تصادر هيئة الرئاسة حق أحد أعضاء البرلمان المكفول دستوراً وقانوناً، وإذا كان هذا تعاملها مع أحد النواب، فكيف ستتعامل إذا كان الطلب من قبل مواطن؟!
أما الغريب في الأمر، أن مناقشة الحسابات الختامية، كانت ضمن جدول أعمال المجلس، إلا أنه تم استبعاد الموضوع.. وهو ما يجعل الشك عالياً في حدوث قضايا فساد كبيرة وتبديد للأموال بالمخالفة للنظام والقانون، كحال كثير من المؤسسات الحكومية التي تعبث بالمال العام دون حسيب أو رقيب.
لذا، ندعو الإخوة في رئاسة المجلس إلى الإعتذار للنائب حاشد، وللشعب، على هذه الممارسات اللاقانونية واللاسوية، وإعلان الحسابات الختامية والتقارير المالية لعامة الشعب، “مش” إلا لأعضاء المجلس فقط، وأذكرهم بأنهم نوابا للشعب، وأن عليهم أمانة ثقيلة في العمل على حفظ مصالح الشعب.
كما أدعو “بقية” النواب، إلى التضامن مع زميلهم وتسجيل موقف مشرف يحفظ لهم شرفهم وكرامتهم.. ليسوا موظفين عند هيئة الرئاسة، هم نوابا للملايين، ولا يمكن أن يقبلوا بهذه المهازل.. عليهم أن يعيدوا للمجلس دوره المنوط به دستوراً وقانوناً.. أعملوا ما بوسعكم وبكل طاقتكم لخدمة بلدكم وشعبكم.. الأمانة كبيرة وعظيمة، وأنتم للاسف تفرطون بمصالح هذا الشعب العظيم.. الذي يتضور جوعاً ويموت قهراً وكمداً.
أما النائب أحمد سيف حاشد، فأعتقد أنه سيظل مخرزاً في أعين الفاسدين، وصوتاً يصدح بالحق في وجه كل المستبدين، والظالمين..
والعاقبة للمتقين!!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.